Talabat

بقلم : سارة طارق

يتمتع وطننا العربي بالعديد من الإمكانيات الواعدة مما يجعله سوقاً استثمارياً مغرياً للغاية بالنسبة  للعديد من كبار الشركات من ضمنهم شركة روكيت إنترنت التي استحوذت على حصة تعادل 80 بالمائة من طلبات.كوم Talabat.com  وذلك مقابل 170 مليون دولار أميركي في أكبر صفقة من نوعها  في الشرق الأوسط.

في مقابلة مع فريق نيو تحدث المبادر الكويتي، وصاحب شركة طلبات.كوم، محمد جعفر عن بداياته في عالم ريادة الأعمال والتجارة،  وعن تأثره بمسيرة جده والدروس التي استفادها منه.

محمد جعفر رجل أعمال كويتي حاصل على شهادة في الإقتصاد من جامعة سري العريقة من المملكة المتحدة.  عمل لمدة أربع سنوات في القطاع المصرفي في بنك الخليج حتى عام 2008 عندما قرر الإستقالة وبدأ مشروعه الأول والذي كان مطعم صغير برأس مال قدره 60 ألف دينار مقترضة من والده. بعد العديد من الإجراءات الروتينية الطويلة والمملة أطلق مطعمه الصغير الذي كان يحقق في البدايات مبيعات متواضعة تقدر ب 30 دينار شهرياً.

قرر محمد جعفر تسجيل المطعم في طلبات.كوم كوسيلة أخيرة لإنجاح مشروعه وتفاجأ عندما رأى، وفي أول يوم من بعد تسجيله مع الموقع، أن مبيعاته ازدادت إلى 420 دك. هنا علم محمد جعفر بإمكانيات طلبات.كوم الهائلة، فبدأ سعيه للاستحواذ على هذا المشروع حتى تكللت محاولاته بالنجاح في سنة 2010 ليبدأ مشوار ست سنوات من التطوير والتحسين وتوجت تلك الجهود بصفقة تاريخية مع شركة روكيت إنترنت.

وأهم خمسة دروس يمكننا استخلاصها من محاضرة محمد جعفر ومسيرته مع طلبات .كوم هي الدروس التالية:

أولاً: ادرس المشروع جيداً لتكن مستعداً:

حالماا قرر محمد جعفر شراء حصة طلبات.كوم قام بعمل دراسة جدوى وافية ومبنية على الحقائق وليس التخمينات. فقد قيم هذا الاستثمار بشكل جيد ليتأكد من أن اسثماره في طلبات.كوم سيحقق له عوائد تبرر الاستثمار بشكل كلي لا سيما وأن الموقع بحد ذاته ليس له العديد من الأصول الملموسة بل تكمن قيمته بالخدمة التي يقدمها وحجم المبيعات التي يحققها.

ثانياً: احرص على التعلم المستمر، فهو سبيلك للنجاح:

نلاحظ في مسيرة محمد جعفر منذ بداياته في العمل المصرفي  سعيه المستمر للتعلم وتثقيف نفسه خصوصاً عندما عمل على مشروع طلبات.كوم دون أن يكون لديه  أي خبرة في المشاريع الإلكترونية ولكن هذا الأمر لم يثنيه عن المثابرة والتعلم من خلال مسيرته المهنية .

ثالثاً: أحط نفسك بالشغوفين:

يقول المثل العربي (من عاشر قوماً صار منهم).  إذ قام محمد جعفر بالبحث عن نوعية محددة من الكوادر البشرية المؤهلة للعمل معه على طلبات.كوم.  فالموظف المناسب ليس فقط شخص يتمتع بالمهارات المطلوبة لتطوير طلبات.كوم بل هو شخص يميزه شغفه لعمله ونجد أن ذلك الشغف ينعكس، قلباً وقالباً، في عمله.

رابعاً: طوّر وتوسّع:

عمل محمد جعفر، بعد استلامه طلبات.كوم، على تطوير منتجه بشكل ثوري فأعاد بناء كامل منصة طلبات.كوم كما جعله متاحاً على أجهزة الآيفون والأندرويد ليقدم للمستخدم أفضل تجربة عند استعماله للمنتج مما زاد من إقبال المستخدمين عليه.  وساهم ذلك في  أخذ خطوات نحو توسعة طلبات.كوم إلى أسواق جديدة عبر الإقليم مثل البحرين، المملكة العربية السعودية، قطر، الإمارات العربية المتحدة  وسلطنة عمان.

خامساً: اعمل خيراً تحصد خيراً :

يؤمن محمد جعفر بأهمية أداء جميع أعماله بمهنية وبأخلاقٍ عالية وكما يحرص على احترام جميع المنافسين والشركاء دون التقليل من شأن أحد. ويهتم كذلك  بما يسمى بالمسؤولية الإجتماعية للشركات فيعتقد أنه من الضروري أن تشارك الشركات بكافة أنواعها في تنمية المجتمعات المحلية حول العالم وتجسد هذا الاعتقاد في مبادرة إطعام فقير عند كل عملية شراء عبر طلبات.كوم مما ساعد على تسويق طلبات على نطاق واسع وكان لها أثر إيجابي أيضاً في مساعدة العديد من المجتمعات على تطوير البنى التحتيية وتوفير الغذاء والخدمات الطبية.

وأخيراً، من الجدير بالذكر أن محمد جعفر أثبت مهارته وقدرته على التخطيط الاستراتيجي عندما عرف متى ينحني مع الريح. إذ كان مواكباُ لمنافسيه وحريصاً على معرفة نقاط القوة والضعف والاستفادة منها في تحسين مشروعه حتى وجد نفسه أمام عملاق جديد هو روكيت إنترنت التي لو دخل معها في سباق تنافس لكان كلا الطرفين قد استنزفا مصادرهما. هنا قرر محمد جعفر تحويل هذه المنافسة المحتملة إلى شراكة بناءة  وضعت طلبات.كوم في موقع استراتيجي في قطاع الطلب الإلكتروني الذي بات مزدحماً للغاية.

تجربة محمد جعفر مع طلبات.كوم ما هي الا فصل أول في مسيرة المبادرين الكويتيين نحو الريادة العالمية وصنع اقتصاد قائم على الخدمات والمعرفة والتميز.

تحرير: فاطمة فخر الدين